من الأبواب في الإحرام ، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في
الإحرام ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان ، إذ خرج من بابه وخرج معه
قطبة ابن عامر الأنصاري ، فقالوا يا رسول الله : إن قطبة بن عامر رجل فاجر ، وإنه
خرج معك من الباب ، فقال له : ما حملك على ما فعلت؟ قال رأيتك فعلته ففعلت كما
فعلت ، قال إني رجل أحمسى ، قال له : فإن دينى دينك ، فأنزل الله الآية.
(وَلكِنَّ الْبِرَّ
مَنِ اتَّقى ، وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ) بعد أن أعلمهم بخطئهم في إتيان البيوت من ظهورها وظنهم
أن ذلك من البرّ ، بيّن لهم البرّ لحقيقى ، وأنه تقوى الله بالتخلي عن المعاصي والرذائل
، والتحلي بالفضائل واتباع الحقّ وعمل الخير ، فأتوا البيوت من أبوابها ، وليكن
باطنكم عنوانا لظاهركم ، واتقوا الله رجاء أن تفلحوا في أعمالكم وتصلوا إلى غاية
آمالكم ، فالمتقون ملهمون إلى طريق الرشاد ، كما قال تعالى : «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ
يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً».